
كتابات برّان | الحوثيون والمخدرات.. حين يتحول اليمن إلى مصنع سموم بإشراف إيراني …
الحوثيون والمخدرات.. حين يتحول اليمن إلى مصنع سموم بإشراف إيراني
الكاتب | عبدالجبار سلمان
لم تعد الميليشيات الحوثية مجرّد ذراع عسكري لإيران في اليمن، بل باتت واحدة من أكبر الشبكات الإجرامية في المنطقة، تتاجر بالمخدرات، وتستهدف الإنسان اليمني في أعصابه، وعقله، ومستقبله. من صعدة إلى المحويت، ومن الساحل إلى الجبال، تتسع خارطة الموت الأبيض تحت مظلة التدين الكاذب والشعارات الزائفة.
ما يحدث اليوم في اليمن ليس فقط تهديدًا عسكريًا أو سياسيًا، بل هو غزو أخلاقي، اجتماعي، وثقافي يقوده الحوثي بتخطيط إيراني وتمويل من الحرس الثوري، لتحويل اليمن إلى قاعدة إقليمية لتصنيع وتهريب المخدرات.
كانت سوريا، في عهد بشار الأسد، أكبر مصدر للكبتاغون والمخدرات في المنطقة. ومع تضييق الخناق الدولي على هذا المشروع الإجرامي، وجدت إيران في الأراضي اليمنية المنكوبة بالفوضى وضعف الدولة بيئة بديلة لتكرار النموذج. فانتقل مصنع الشر من الشام إلى اليمن، بإشراف مباشر من الحرس الثوري الإيراني، وبأيدٍ حوثية لا تتقن سوى زراعة الخراب.
المعلومات المؤكدة وتقارير الأمم المتحدة تكشف عن إنشاء معامل تصنيع مخدرات في مناطق سيطرة الحوثي، وعلى رأسها محافظة المحويت، حيث تم ضبط مصنع متكامل لإنتاج المخدرات تديره الميليشيات الإرهابية. هذه ليست حالات فردية أو سلوكيات عشوائية، بل خطة ممنهجة، ومشروع متكامل لتحويل اليمن إلى ساحة خلفية لإيران، تُصدر من خلالها السموم إلى دول الجوار، وتضرب بها خصومها من الداخل.
لم تعد المخدرات مجرد وسيلة تمويل للحرب التي يشنها الحوثي ضد اليمنيين، بل تحوّلت إلى سلاح حرب ناعمة، تستهدف تفكيك المجتمع اليمني، وتدمير شبابه، وتشتيت وعيه. فالمخدرات تدخل إلى القرى، والمدارس، والمخيمات، والجامعات، وتنتشر في صفوف الأطفال والشباب بطريقة منظمة ومقصودة.
الميليشيات الحوثية، التي تتغنّى بـ”الزهد” و”القرآن الناطق”، تُغرق البلاد بالمخدرات القادمة من البحر عبر سفن إيرانية، أو تُنتَج محليًا في المعامل التي يرعاها الحرس الثوري، ثم تُهرَّب إلى الداخل والخارج. هذا التناقض الصارخ بين الخطاب والشعار، وبين الفعل الإجرامي، يكشف حجم النفاق والدجل الذي تمارسه هذه الجماعة بحق الدين والوطن والناس.
هل هذا هو “القرآن الناطق” الذي تتحدثون عنه؟! كيف تتحول مناطق السيطرة الحوثية إلى أوكار لصناعة السموم؟ كيف يتحوّل الأطفال إلى ضحايا إدمان، في ظل خطب دينية تدّعي الطهر والورع؟ إنها مفارقة تجعل من المشروع الحوثي أداة لتدمير الدين قبل الإنسان، ولضرب المجتمعات من الداخل باسم العقيدة.
الواقع يقول إن ميليشيا الحوثي لا تزرع إلا السم، ولا تحصد إلا الخراب. تهريب الأسلحة، تجنيد الأطفال، زراعة الألغام، والآن تجارة المخدرات… سلسلة جرائم ممنهجة هدفها إحراق اليمن وتحويله إلى دولة فاشلة تخدم مشروع “ولاية الفقيه”.
ليس الحوثي وحده في هذا المشهد المظلم، فحزب الله في لبنان، والميليشيات الطائفية في العراق، والشبكات الإيرانية في سوريا، كلها تعمل ضمن خطة واحدة: إنشاء شبكات منظمة لتهريب السلاح والمخدرات، مموّلة من طهران، وتعمل تحت غطاء سياسي وطائفي. هذه الشبكات ليست عصابات عادية، بل أدوات موجهة، تستهدف المجتمعات بشكل مباشر، وتُستخدم كأدوات استراتيجية لإضعاف الخصوم دون إطلاق رصاصة واحدة.
تكملة المقال عبر الرابط في أول تعليق👇
بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز
https://barran.press/articles/topic/10211