
هل ستتخلى ايران عن الحوثي؟ الكاتب | د. ياسين سعيد نعمان هل ستتخلى إيران فعلًا …
الكاتب | د. ياسين سعيد نعمان
هل ستتخلى إيران فعلًا عن الحوثي، سؤال لا يمكن الإجابة عليه بصورة مستقلة عن التطورات التي شهدها الإقليم خلال الفترة الماضية وخاصة:
١/ ما حدث لحزب الله، وسقوط نظام الأسد والتغيرات الهامة داخل بنية النظام السياسي العراقي ، ناهيك عما يتعرض له الحوثي ومخزون السلاح الايراني الإستراتيجي في مناطق سيطرته من تكسير بواسطة الجيش الأمريكي.
٢/ ما يدور داخل أروقة نظام الحكم في إيران وجناحيه الحكومي البراجماتي والمحافظ الأيديولوجي من نقاش حول ما يسمى “محور المقاومة”، ومدى فائدته حينما يتعلق الأمر بمصالح النظام الايراني الاستراتيجية وما بات يتهدده من مخاطر وعوامل معاكسة.
فيما يخص العنصر الأول، لا شك في أن ما حدث ، ويحدث قد وضع النظام الإيراني أمام خيارات صعبة بعد أن فقد مشروع التوسع والمقاومة زخمه العسكري والسياسي والشعبي. وراح بعض المحللين السياسيين الإيرانيين الذين ينتسبون للنظام أمثال علي مهدي شريعتي يتحدثون عن أن الدولة الإيرانية أخذت تتخفف من عبء هذا المشروع ، الأمر الذي سيمكنها من مواجهة التحديات المصيرية .
-أما فيما يخص العنصر الثاني فمن الواضح أن النقاش الداخلي حول الموضوع يتصاعد ، لكنه لم يحسم بعد ، وإن كانت المعطيات السياسية والعسكرية والأمنية في المنطقة ، على نحو عام ، قد أخذت تقدم أكثر من دليل على أن المنهج التوسعي الذي استخدمته إيران من خلال الشحن الطائفي ومن ثم التفعيل العسكري والسياسي لطوائف بعينها في المجتمعات العربية لم يؤد سوى إلى تكسير الدولة في هذه المجتمعات بكلف ضخمة ، دون أن تحقق إيران من ورائها أي فائدة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية ذات بعد استراتيجي.
يؤكد هذه الحقيقة الجناح الحكومي البراجماتي في النظام ، وإن كان لا يصرح بذلك إعلاميًا ، إلا أن القراءة المتأنية للتصريحات التي يطلقها على ألسنة بعض منتسبيه ، بين الحين والآخر ، تشي بأن هناك معارضة للكلفة الباهضة التي تتكبدها إيران للانفاق على مشروع فاشل أثبت بما لا يدع مجالًا للشك أنه أضحى عبئًا يثقل الاقتصاد والمواطن الايراني ، بل ويهدد النظام من أساسه.
هذه المعارضة تتنامى ، وتستمد حوافز التمسك بموجهاتها من الرفض الشعبي لسياسة النظام ، هذا الرفض الذي أخذ يطوق القلة الحاكمة ، والتي فرضت خياراتها الأيديولوجية التي أخذت خلال السنوات الماضية تضع المنطقة كلها في حالة من الفوضى والحروب والتحفز والاستقطابات . غير أن ما يمكن الإشارة إليه هنا هو أن مشروع بناء وتمويل المليشيات الطائفية تحت شعار المقاومة كان جزءًا من معادلة الصراع الداخلي بين جناحي النظام الايراني الحاكم . فطريقة بنائها وتمويلها وارتباطها وتنفيذ مهامها ومنهجها الفكري تنم عن صلتها المباشرة بالجناح الأيديولوجي الذي يقوده الحرس الثوري ويمتد رأسياً الى مؤسسة المرشد ، وهناك شواهد تدل على استقواء هذا الجناح المتشدد بهذا المشروع في تشكيل معادلة الحكم . حتى أن الدعم الذي يقدم لهذه المليشيات يأتي كما قال حسن نصر الله من الموارد التي تتجمع بيد المرشد (الخمس) وهي ذات طبيعة ايديولوجية تضفي على الدعم مشروعية خاصة ، وتبرئ الدولة الايرانية منها.
أمريكا التي أخذت على عاتقها إدارة توافقات جيواستراتيجية في هذه المنطقة الحساسة لم تحسم أمرها ، منذ سقوط الشاه عام ١٩٧٩، فيما يخص الدور التخريبي الذي يقوم به هذا النظام في المنطقة مروراً بحرب العراق وايران حتى إسقاط نظام صدام في العراق وإطلاق يد إيران في العراق.
المقال مكتملا على الرابط في أول تعليق👇
بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز
https://barran.press/articles/topic/8740