سهيل نت- تحذير أممي من فيضانات مفاجئة في اليمن

توقعت الأمم المتحدة، أن يزداد هطول الأمطار بشكل حاد في المناطق الغربية والوسطى والجنوبية من اليمن، وحذرت من خطر حدوث فيضانات مفاجئة، لا سيما في المناطق المنخفضة ومستجمعات المياه المعرضة للفيضانات، مع احتمالية حدوث انهيارات أرضية في المناطق الجبلية شديدة الانحدار.

وأوضحت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة “الفاو”، في تقرير صادر اليوم، حول التوقعات الموسمية لليمن وتداعيات مخاطر الفيضانات على الزراعة، لأشهر أغسطس وسبتمبر وأكتوبر، أن إجمالي هطول الأمطار التراكمي قد يتجاوز 300 ملم، على امتداد المناطق الغربية والوسطى والجنوبية لليمن، مع حصول بعض المناطق على أمطار تزيد بنسبة تصل إلى 60% عن المتوسط الموسمي.

وأضافت أن “هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات يُشكّل تهديدًا خطيرًا، فقد تُعاني الحقول سيئة الصرف من التشبع بالمياه، وقد تُدمّر الفيضانات المفاجئة المحاصيل المزروعة في السهول الفيضية”.

وأوضح التقرير الأممي، أن الفيضانات قد تؤدي إلى تفاقم مشكلة الأمن الغذائي في المناطق المصنفة ضمن المرحلة الثالثة وما فوق من التصنيف المرحلي لانعدام الأمن الغذائي، وهي المرحلة التي يواجه فيها السكان فجوات كبيرة في استهلاك الغذاء مع انتشار سوء التغذية الحاد، ورجح لجوء الأسر إلى استراتيجيات تكيف سلبية.

وتوقع أن تؤثر الفيضانات المتوقعة بشكل كبير على المناطق المزروعة، حيث تُعتبر حوالي 114 ألف هكتار من الأراضي المزروعة معرضة لخطر الفيضانات بشكل كبير، ويمثل هذا حوالي 8% من الأراضي المزروعة في اليمن حتى نهاية يوليو الماضي، وأشار إلى أن الفيضانات المتوقعة تشكل تهديدًا خطيرًا للإنتاج الأمثل للمحاصيل الأساسية الرئيسية، وخاصة الذرة الرفيعة والدخن.

كما توقع التقرير، أن تتعرض أكثر 884 ألف من الماشية الصغيرة “الماعز والأغنام”، لخطر الفيضانات، مما يزيد من تعرضها للأمراض بسبب الظروف السيئة المتوقعة بعد الفيضانات.

وقال إنه على الرغم من أن الآثار المدمرة للفيضانات على المحاصيل والثروة الحيوانية كبيرة، إلا أن قدرة المجتمعات المتضررة على الاستجابة والتعافي لا تزال محدودة، حيث تفتقر العديد من الأسر العاملة في الزراعة والرعي إلى أنظمة الإنذار المبكر، وموارد الطوارئ، والدعم المؤسسي، مما يزيد من ضعفها.

وأوصى التقرير، بتعزيز الاستعدادات والاستجابة للفيضانات من خلال تحسين أنظمة الإنذار المبكر، وتفعيل خطط الطوارئ، وتوفير الغذاء، والمدخلات الزراعية، والمستلزمات البيطرية في المناطق عالية المخاطر.

وأكد على أهمية ضمان تفعيل خطط الطوارئ قبل ذروة موسم الأمطار في أغسطس الجاري، من خلال التخطيط والتنسيق المشترك مع لجنة الأمن الغذائي العالمي، والشركاء في المجال الإنساني، والسلطات المحلية.

وحثت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، المجتمعات المحلية بالالتزام الدقيق بالتحذيرات الرسمية بشأن الفيضانات وتجنب عبور الأودية المُغمورة.

ودعت المزارعين إلى تعزيز قنوات الصرف في الحقول وتجنب الزراعة في الأراضي المنخفضة، خلال هذه الفترة، والرعاة لنقل الماشية من مناطق الرعي في السهول الفيضية إلى أراضٍ أعلى وأكثر أمانًا.

كما دعت منظمة الأغذية والزراعة “الفاو”، السلطات المحلية والشركاء في المجال الإنساني إلى تجهيز إمدادات الطوارئ مُسبقًا ومراقبة مستويات مياه الأودية.

وحثت على توسيع نطاق تغطية المساعدات الغذائية في المديريات المتضررة من الفيضانات والمعرضة للخطر، بالتنسيق مع لجنة الأمن الغذائي العالمي، وبرنامج الأغذية العالمي، والشركاء الآخرين، لضمان حصول الفئات السكانية الضعيفة على الدعم في الوقت المناسب.