
كتابات برّان | عن الصحافة وحدودها وفوضى التواصل الاجتماعي الكاتب | عبدالله المن…
عن الصحافة وحدودها وفوضى التواصل الاجتماعي
الكاتب | عبدالله المنيفي
خلال سنوات مضت، تهتّك الحاجز الفاصل بين الصحافة وبين كل ما لا يشبهها، واختلط الحابل بالنابل، وحلّت الفوضى، وبات لهذه الفوضى تداعيات وتأثيرات مجتمعية وأمنية وسياسية.
أشخاص نصبوا أنفسهم صحفيين لا يعرفون أنواع وفنون التحرير الصحفي، ولم يكتبوا مادة صحفية من قبل، فذهبت بهم كتاباتهم كل مذهب، ويحسبون ما يسطرونه للمتابعين على أنه صحافة، وهي لا تعدو كونها شطحات وتحريفًا لمسار العمل الإعلامي والصحفي في خدمة المجتمع.
تصدّر المشهد عبر منصات التواصل الاجتماعي كثيرون، لا يفرقون بين المادة الصحفية ومقالات الرأي والإشاعة، فيكتبون كلما يحلو لهم دون حتى معرفة بمبادئ الصحافة وقيمها وأخلاقها. يطلقون التهم على عواهنها، ويرددون الشائعات دون التأكد من صحتها أو مصدرها، وليس لديهم أدنى معرفة بمحاذير النشر.
وبالتأكيد، فإن ذلك لا يعني الحجر على الناشطين وأصحاب الرأي في وسائل التواصل، بقدر ما أن الواجب يقتضي التفريق بين الرأي ونشر ما لا يليق، حتى وصل الأمر إلى انتهاك الخصوصيات والأعراض، والخوض في قضايا لا يمكن التطرق إليها إلا بأدلة قاطعة.
لقد بات الخوض في مواضيع الصحافة والإعلام وأخلاق المهنة مكرورًا، لكنه أيضًا ليس ترفًا، بل أمرًا حيويًا وحقيقيًا لإزالة اللبس حول مهنة الصحافة والإعلام، لأن هناك أمورًا مؤسفة نشاهدها ونعايشها. فمهنة الصحافة لم تعد تمارس على حقيقتها، وما يؤسف أكثر أنها أصبحت واجهة لعمليات ابتزاز كبيرة، بدلًا من أن تكون حقًا أساسيًا وشريان الحياة الذي يغذي المجتمعات الصحية والحيوية. فمن دون الصحافة وحرية الرأي والتعبير لا يمكن التصدّي للظلم ولا إحداث التغيير ولا التخلص من الظواهر السلبية.
في كل مدينة لن تجد سوى صحفيين بعدد أصابع اليد، وأحيانًا اليدين إن أحسنا الظن، ينتجون التقارير والاستطلاعات والحوارات. مقابل ذلك، يحتشد مجاميع ممن خلطوا بين الصحافة ومهن أخرى يحسبونها صحافة، وهناك أيضًا عدد لا بأس به من كُتّاب المقالات الصحفية.
أما بالنسبة للصحفيين والكتاب الحقيقيين الذين يمارسون الصحافة، فإنها تمثل مصدر رزقهم وتعود عليهم بدخل مادي جيد غالبًا، لكن البعض رأى أن الجهد الذي يبذله في إنتاج المادة الصحفية المحترمة مقابل هذا العائد يمكن استبداله بممارسة الابتزاز على هذه الجهة أو تلك للحصول على أموال. وحينها تصبح مهنة الصحافة عبئًا هم في غنى عنه، والكارثة أنهم صوّروا العمل الصحفي والإعلامي على أن الهدف الوحيد منه هو الحصول على العائد المادي، وهي ظاهرة شوهت العمل الصحفي والإعلامي.
تكملة المقال عبر الرابط في أول تعليق👇
بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز
عبدالله المنيفي
كلام زي الفل، لله درك استاذ عبدالله
مع النص كما ورد
https://barran.press/articles/topic/10835