
كتابات برّان | البعد الخارجي في الحرب والسلام في اليمن.. هل تلوح الفرص؟ د. عمر …
البعد الخارجي في الحرب والسلام في اليمن.. هل تلوح الفرص؟
د. عمر منصر
منذ انقلاب جماعة الحوثي في سبتمبر 2014، بدأ اليمن يشهد انهيارًا تدريجيًا لمؤسسات الدولة، وطيًّا قاسيًا لتجربته الفريدة التي كانت قد انطلقت في مسارات التنمية والانفتاح السياسي والحريات، لا سيما إذا ما قورنت بمحيطه العربي الأقرب. غير أن الحرب التي اندلعت لم تكن شأناً داخلياً خالصًا، فالبُعد الخارجي شكّل منذ البداية ركيزة محورية في معادلة الحرب والسلام، وظل مؤثرًا ومتغيرًا حاسمًا على امتداد سنوات الصراع.
عملت جماعة الحوثي مبكرًا على تخطي حدود اليمن لتنسج علاقة مع طهران، ليس فقط على أساس الدعم السياسي أو العسكري، بل بوصفها امتدادًا فكريًا وأيديولوجيًا لمشروع “الولاية” والثورة الإسلامية. وقد استلهمت الجماعة من إيران، إلى جانب الإرث الإمامي في الفكر والسلوك، بنيتها العسكرية، وخطابها الإعلامي، وشعاراتها المعادية، فضلًا عن الدعم اللوجستي في مجالات التدريب والتصنيع الحربي.
نتيجة لذلك، انحرفت بوصلة السياسة الخارجية لليمن، ليجد نفسه في قلب حرب مدمرة وعزلة دولية متزايدة، أدّت إلى تراجع حضوره العربي، وخروجه من محيطه الخليجي، واصطفافه ضمن علاقة طرفيه مع إيران على حساب محيطه الطبيعي. لم ينعكس هذا الانزياح على الداخل فقط، بل حمّل الإقليم والمنطقة أعباء أمنية واقتصادية خطيرة، خاصة على خطوط الملاحة البحرية. و هكذا غدت معادلة الحرب والسلام في اليمن شديدة التشابك، لا سيما في ظل التطورات الإقليمية المتسارعة، بدءًا من حالة التقارب الإيراني-السعودي، مرورًا بحرب غزة في السابع من أكتوبر 2023، وصولًا إلى الأهم والأخطر: الحرب الإسرائيلية-الإيرانية. ونظرًا لأثر هذه التحولات العميقة على مستقبل السلام في اليمن، بات من الضروري قراءة المسألة اليمنية ضمن ثلاثة مستويات مترابطة.
المستوى الإقليمي
شهدت العلاقات السعودية-الإيرانية موجات من الشدّ والانفراج، كان أبرزها اتفاق بكين في مارس 2023، الذي مهّد لانسحاب سعودي تدريجي من المشهد اليمني. لم يكن هذا الانسحاب نتيجة لقناعة راسخة بحل سياسي وشيك، بل جاء كجزء من مجموعة تفاهمات مع طهران، في إطار إبداء حسن النية وتخفيف التوتر الإقليمي. وفي هذا السياق، نفذت الرياض ما يمكن وصفه بـ”ضربة دبلوماسية استباقية”، هدفت من خلالها إلى سحب الذرائع من يد إيران وتحييد ردودها المحتملة على المصالح الخليجية والغربية، في حال اندلاع مواجهة مباشرة مع إسرائيل، كما شهدنا في الأيام الأخيرة.
وعلى الرغم من مظاهر الانفتاح النسبي تجاه الحوثيين، إلا أن السياسة السعودية إزاء التهدئة تبدو جزءًا من توجّه استراتيجي أوسع، تشكّل ملامحه منذ ما بعد أحداث الربيع العربي. هذا التوجه يقوم على تهدئة شاملة تهدف إلى تركيز الجهود على المشاريع الاقتصادية والتنموية، والأهم من ذلك، احتواء إيران عبر الأدوات الدبلوماسية، وتجنّب الانزلاق إلى مواجهة عسكرية مباشرة أو التورط في تحالفات عسكرية ضد ايران، كما يحدث حاليًا. ويأتي هذا الإدراك في ضوء تجربة الرياض الطويلة في حرب اليمن، حيث بدت مكشوفة أمنيًا، ولا تزال تفتقر إلى الضمانات الكافية من حلفائها الغربيين، الأمر الذي دفعها إلى إعادة ترتيب أولوياتها، وتغليب أدوات التهدئة والدبلوماسية على نهج المواجهة والانخراط المباشر في الصراعات.
المستوى المحلي
منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر 2023، خرج الحوثيون من إطارهم المحلي إلى دائرة التأثير الدولي، مستغلين موقعهم الجغرافي الاستراتيجي للعب ب“ورقة البحر الأحمر” و “تجريب الصواريخ المهربة او المطورة بخبرات إيرانية”، وقد شكّل هذا التحول منعطفًا حاسمًا، أدّى إلى دخول إسرائيل طرفًا مباشرًا في الصراع، إذ باتت ترى في الجماعة تهديدًا متقدّمًا ضمن منظومة أذرع إيران الإقليمية.
المقال مكتملاً على الرابط في أول تعليق👇
بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز
https://barran.press/articles/topic/10011