الصحافة اليمنية

كتابات برّان | النهاية الحتمية لخرافة الولاية! الكاتب | عبدالباسط الشاجع قبل …

كتابات برّان |
النهاية الحتمية لخرافة الولاية!

الكاتب | عبدالباسط الشاجع

قبل أسابيع، سألت باحثاً سورياً قدّم ورقة عمل في ندوة نظمتها مؤسسة بحثية بإسطنبول حول الوضع الراهن في سوريا، ناقش فيها تفاصيل معركة الردع وتحديات العبور نحو المستقبل. سألته عن مصير الجهد الإيراني في تشييع الأجيال وحربه على الهوية، عن الصور والمقاطع التي كانت تعرض مئات الآلاف من المتشيعين وهم يصرخون “يا حسيناه” في شوارع دمشق.
سألته: أين ذهبت تلك المظاهر والحشود؟ أين المنازل التي احتلها العلويون والإيرانيون؟ وأين الحواضر السنية التي أحرقها نصرالله وميليشيات الحشد، وهُجِّر أهلها وصودرت ممتلكاتهم؟ أين ذهب إرث الاحتلال الفارسي لبلاد الشام؟

طرحت عليه السؤال لأن الواقع اليمني اليوم يشبه إلى حد بعيد واقع سوريا إبان هيمنة الطائفة العلوية وعائلة الأسد: حرب على الهوية، خرافة الولاية والاصطفاء، أدوات التشييع وتطييف المجتمع، تغيير ديموغرافي، استلاب الأجيال، الإفقار والتجويع والتجهيل.

فأجابني الباحث بوضوح: “وحدها البندقية أنهت هذا العبث. وحدها من أسكتت آلة الغزو الفكري الخمينية التي لا تهدأ. في ليلة التحرير، فرّ أكثر من 30 ألف من الخبراء الإيرانيين وجلاوزة نظام المخلوع الأسد، وتمت أكبر عملية تنظيف للأحياء والمدن من مظاهر التشيع. استغرق تنظيف الجامع الأموي وحده عدة أسابيع، أُخرج منه نحو 15 طناً من القاذورات التي خلّفها أتباع إيران عمداً”.

فسألته: وماذا عن الأفكار الخمينية المغروسة في أذهان الناس؟
فقال: “الجمهور الذي كانت تتباهى به الفعاليات الطائفية خرج مرغمًا، بفعل الفقر والإجبار وتحت ضغط القوة والسلاح. وعندما وصلت المقاومة، تحولوا إلى ثائرين انقضوا على أوكار حكم العائلة، هللوا وفرحوا كثيراً بعد ستين عامًا من حكم الظلام والاستبداد!”.

ما جرى في سوريا سيتكرر في اليمن بطريقة أو بأخرى. فقد أسقطت جماعة الحوثي الإمامية صنعاء، وحوّلت البلاد إلى خراب. بدأت بخداع الناس تحت شعار “محاربة الفساد والغلاء”، ثم تدريجياً كشفت مشروعها الطائفي العنصري؛ فلم تعد تتحدث عن إصلاحات أو مظالم شعبية، بل عن “البطنين”، و”الولاية”، و”الخُمس”، و”الاصطفاء الإلهي.

منذ ظهورها، روّجت الجماعة لما تسميه “الولاية” باعتبارها مبدأً دينياً يمنحها الحق في الحكم، تحت ذريعة الانتماء إلى آل البيت. لكن الحقيقة أن هذا المفهوم ليس سوى خرافة سلطوية مغطاة بغطاء ديني، هدفها تكريس حكم استبدادي قائم على التمييز السلالي وحرمان اليمنيين من الحقوق السياسية والاجتماعية.

“الولاية” محاولة مكشوفة لإعادة إنتاج النظام الكهنوتي الذي أسقطه اليمنيون في ثورة 1962 بعد قرون من الاستبداد. هذه الفكرة الضحلة تتعارض مع المبادئ الإسلامية القائمة على العدل والشورى، وتتناقض مع أسس الدولة الحديثة المبنية على المواطنة المتساوية والانتخابات الحرة.

للمقال بقية تجدونها على الرابط في أول تعليق👇


بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى