الصحافة اليمنية

كتابات برّان | يريدون ليطفئوا مأرب بأفواههم ! الكاتب | مجدي محروس لقد استطاعت…

كتابات برّان |
يريدون ليطفئوا مأرب بأفواههم !

الكاتب | مجدي محروس

لقد استطاعت المدينة السبئية إعادة كتابة التاريخ، ورسم حدود الجغرافيا، وسرد حكايتها، وتقديم نفسها كما هي دون مبالغة ولا إسفاف، وبلا شطط أو تزوير.

كانوا فيما مضى يدركون أن مأرب إن حضرت لن تقبل بحضور باهت، وإذا تحضرت لا ترضى بتواجد خجول ورمزي، لذا عمدوا على تغييب دورها واقصائها وإخراجها تماماً عن الخدمة طيلة العقود المنصرمة.

خلقت مأرب، لتكون شوكة الميزان وقائدة التحولات التاريخية، وسيدة المدائن والحضائر اليمنية، وهذا سبب كافٍ ليبقونها ردحاً من الزمن خارج المعادلات السياسية.

وطالما تصدرت مأرب متن التاريخ وخرائط الحضارات لا يمكن لها أن تعيش على الهامش، ذلك أنها كتاب اليمن المقدس وعنوان حضارته السبئية، وشفرة مجده التليد.

حين يفسح لها المجال وتتاح لها الفرصة تصنع مأرب المعجزات وتجترح المستحيلات.

تبهرك عندما تختبرها الأحداث، وتمنحك الضوء حين يداهمك ليل الميليشيات، تقويك عندما تضربك المخاطر، وتطمئنك حين تحاصرك الخطوب.

تعرضت مأرب خلال السنوات القليلة الماضية لأعنف الهجمات وأشرس المعارك، واستهدفت بأخطر الاختراقات الامنية والاستخباراتية، وخرجت منها أكثر صلابة وتماسكا.

دفعت إيران نحو المدينة بأنساق لا حصر لها من كتائب الموت، وزنابيل الظلام، بغية إطفاء وهج الدولة، وشعلة الثورة، وإخماد جذوة المقاومة لإحكام السيطرة على أهم القلاع الحصينة للجمهورية.

لم تتوقف بعد، محاولات إطفاء ما تبقى من ضوء في آخر النفق اليمني من خلال استهداف مأرب.

لم تيأس خفافيش الظلام من محاولات التسلل والتسرب نحو مصادر الضوء، عبر ثغرات الاختلاف القبلي، وفجوالات التسامح السياسي.

لقد عجز الحوثيون طيلة سنين الحرب عن إحداث أي اختراق أمني نحو مدينة مأرب سواء من خلال الخلايا أو عبر العملاء المحليين.

يبحث الحوثي عن التقاط أي صورة نصر له في مأرب، بعد أن حرمته المدينة من إلتقاط أنفاسه وصارت كابوساً يؤرق نهاره وليله.

يُمَني الحوثي نفسه كل ليلة لو أنها صارت له، لو تحولت تحت إدارته وسيطرته، لو أن صافر أصبحت في قبضته.

لن يفوت الحوثي أي فرصة للنيل من مأرب، ولن يفرط في أي وسيلة لتصفية حساباته معها، ذلك أن بينه وبينها دم كثير وثأر قديم متجدد.

قد يستطيع تنفيذ أعمال تخريبية وتهديد المصالح العامة كضرب أبراج الكهرباء، وقطع الطريق، واستهداف المسافرين عبر مجموعة من المخربين، لكنه لن يتمكن أبداً من إطفاء ضوء مأرب.

المقال كاملاً على الرابط في أول تعليق👇


بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى