
كتابات | السياسة والقيم الكاتب | د. محمد موسى العامري السياسة في مفهومها الإي…
السياسة والقيم
الكاتب | د. محمد موسى العامري
السياسة في مفهومها الإيجابي مبنية على القيم السامية، والمعاني الرشيدة، وخلاصتها: “حمل الكافة على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأخروية والدنيوية.” – ابن خلدون.
فهي بهذا تعني السعي لتحقيق المصالح العامة والغايات النبيلة، من ناحية أهدافها، والتزامها على الوجه المشروع جزء لا يتجزأ من الإسلام، من حيث أدواتها ووسائلها، وقد تولاها خيرة الخلق من الأنبياء، وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي سيرته العملية ما يبرهن على ذلك، من التدابير السياسية، ابتداء من مرحلة الاستضعاف بمكة، وانتهاء بمرحلة التمكين وتأسيس الدولة في المدينة، وفي الصحيحين يقول عليه الصلاة والسلام: “كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي.”
وعلى طريق الأنبياء، خير الناس بعدهم وأفضلهم منزلة، الخلفاء الراشدون: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي – رضي الله عنهم – وجميعهم تولى الخلافة ورعاية شؤون الناس وسياستهم بما يصلحهم دينا ودنيا، ولم تزل ملوك المسلمين وحكامهم عبر القرون يمارسون السياسة، مع التزام لا بد منه من القيم جيلا بعد جيل، فيُحمد محسنهم ويُذم مسيئهم.
وأما السياسة، في معانيها السلبية، فهي المتجردة من منظومة القيم والمبادئ في غاياتها، ومن جهة أدواتها ووسائلها، ذات صلة بالمساوئ الأخلاقية، والذرائع النفعية والانتهازية للوصول إلى غاياتٍ غير محمودة، طائفية، أو قبلية، أو مناطقية، أو غير ذلك مما لا صلة له بالمصالح العليا، على نحو ما تقوم به في اليمن ميليشيا الحوثي الإرهابية، منذ تمردها وتعطيلها لمؤسسات الدولة، واستعاضتها عن ذلك بسياسة شيطانية، وفق مضامين طائفية ومذهبية منافية لقيم الإسلام الحنيف، كالتقية، والكذب، والإعلام المضلل، وتسخير ذبابها الإلكتروني بتلفيق التهم للمخالفين، والتلون النفاقي، واختراع أنواع الحيل، للتعدي على حقوق الشعب اليمني، ونشر الأباطيل، وتفخيخ عقول الأجيال بالبدع والضلالات، والتزوير باستدعاء الأحقاد والضغائن التاريخية، وغير ذلك من المعاني التي تنذر بكوارث محققة، تستوجب القيام والاصطفاف الوطني لتدارك حماية المنظومة القيمية الحميدة، والسجايا اليمنية الأصيلة:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن همُ ذهبت أخلاقهم ذهبوا
ولأهمية العلاقة بين السياسة والقيم، وضرورة الترابط الوثيق بين المسارين، يظل تسليط الضوء قائما من الناحية الواقعية حول انخفاض منسوب القيم – في السلوك اليمني المعاصر – وهي حقيقة تتنامى لا يمكن إنكارها، ونحتاج إلى التوقف عند أبرز منابعها باعتبارها سلوكيات ذميمة، يمكن الانعتاق منها، وتفادي سلبياتها، والتقليل من آثارها متى وجدت العزيمة والإرادة الجمعية الصادقة، ومن بينها:
للمقال بقية تجدونها على الرابط في أول تعليق👇
بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز
https://barran.press/articles/topic/9581