الصحافة اليمنية

الإصلاح يقرأ مسيرته في الذكرى الـ35.. الجرادي يؤكد أن المصالحة الوطنية ضرورة لاستعادة الدولة


قال رئيس دائرة الإعلام والثقافة في التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي إن مرور 35 عامًا على تأسيس الحزب يمثل مسيرة مليئة بالتحولات والخبرات والمواقف والتضحيات.

 

وأكد الجرادي في حلقة تلفزيونية على قناة سهيل- تابعها محرر الصحوة نت – خصصت لقراءة أهم مضامين كلمة رئيس الهيئة العليا للإصلاح الأستاذ محمد اليدومي بمناسبة ذكرى التأسيس، أكد أن الإصلاح أثبت خلال هذه الفترة قدرته على تمثيل المجتمع بكل فئاته وجغرافيته وهويته، وعلى الاستمرار والتجدد والإجابة عن التحديات المصيرية التي واجهت اليمن حتى اليوم.

 

ثوابت وطنية وإسلامية

 

وأوضح الجرادي أن الإصلاح منذ تأسيسه انطلق من ثوابت إسلامية ووطنية، أبرزها الحفاظ على النظام الجمهوري والوحدة اليمنية في إطار اتحاد فيدرالي، والتمسك بالحوار السلمي والتعددية والديمقراطية، إلى جانب احترام الحقوق والحريات ونبذ العنف والتطرف.

 

وأكد أن من بين أولويات الحزب إقامة نظام اقتصادي عادل وشفاف، مشيرًا إلى أن الجمهورية واليمن الاتحادي الفيدرالي يظلان أهم الثوابت الراسخة التي يعمل الإصلاح من أجلها.

 

حزب التوافقات والتحالفات

 

وأشار الجرادي إلى أن الإصلاح عُرف بأنه حزب التوافقات والتحالفات السياسية، مستعرضًا مشاركاته في الحكم والمعارضة منذ دخوله المعترك السياسي، من تنازله عام 1993 عن حصصه لصالح الحزب الاشتراكي حفاظًا على التوافق، إلى دخوله حكومات ائتلافية وتوافقية، وصولًا إلى دوره الحالي ضمن التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية. واعتبر أن اللحظات الاستثنائية التي تمر بها المجتمعات وما بعد الحروب تتطلب شراكة وتعاونًا لا تنافسًا حادًا.

 

القضية الجنوبية ومخرجات الحوار

 

وفي حديثه عن القضية الجنوبية، أكد الجرادي أن الإصلاح دعا مبكرًا لمعالجة آثار حرب 1994، وأن التعامل مع مطالب الجنوبيين كملف أمني كان خطأ. وأوضح أن مخرجات الحوار الوطني التي أقرت النظام الاتحادي الاتحادي ما تزال تمثل الحل الأمثل للقضية الجنوبية ولغيرها من قضايا اليمن، مشددًا على أن استعادة صنعاء والدولة اليمنية وتحييد خطر الميليشيات شرط لأي حلول سياسية مستدامة.

 

الدعوة إلى مصالحة شاملة

 

وجدد الجرادي الدعوة إلى مصالحة وطنية شاملة تقوم على الثوابت الوطنية، مؤكدًا أن الانقسامات في الصف الجمهوري فتحت المجال لمشاريع الإمامة والتجزئة. وقال إن المهددات الراهنة تستوجب مصالحة سياسية عميقة وحقيقية، مرجعيتها استعادة الجمهورية والديمقراطية والحريات واحترام حقوق الإنسان ومخرجات الحوار الوطني.

 

 

مبادرة “ميثاق شرف سياسي”

 

وكشف رئيس الدائرة الإعلامية للإصلاح عن مبادرة جديدة أطلقها الحزب لتبني “ميثاق شرف سياسي” يضمن الحكم بالشراكة والتوافق بعد إسقاط الانقلاب الحوثي، معتبرًا أن التفرد والإقصاء قادا البلاد إلى أزمات متلاحقة، وأن التوافق والشراكة هما السبيل لإحلال السلام والاستقرار وبناء الدولة.

 

متطلبات المعركة الوطنية الشاملة

 

وفي سياق متطلبات “المعركة الوطنية الشاملة”، شدد الجرادي على ضرورة وحدة القوى السياسية لإسناد مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ودعم الجيش والأمن، ورفع المرتبات، ورعاية أسر الشهداء والجرحى، وتحويل المحافظات المحررة إلى مناطق مستقرة جاذبة، إضافة إلى تفعيل الدبلوماسية والإعلام الوطني وتعزيز الرؤية الموحدة تجاه الإقليم والمجتمع الدولي.

 

الإصلاح بين السلطة والشعب

 

وأكد أن الإصلاح يقف في خندق واحد مع السلطة والشعب في مواجهة الانقلاب الحوثي، موضحًا أن المجتمع متقدم في التضحيات فيما تعمل المؤسسات الرسمية على اللحاق به، وأن اللحظة الراهنة لا تعرف تمايزًا بين سلطة ومعارضة بل اصطفافًا وطنيًا واحدًا.

 

 

هوية يمنية خالصة

 

كما شدّد على أن الإصلاح حزب يمني خالص نشأ بموجب الدستور والقانون، ولا يرتبط تنظيميًا أو سياسيًا بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين، لافتًا إلى أن ما يُثار حول ذلك مجرد “فزّاعة”. وأكد أن الحزب دفع ثمن تمسكه بثوابته الوطنية من خلال الدماء والتضحيات والاعتقالات وتفجير المنازل وتهجير الكوادر.

 

رسالة لليمنيين تحت سيطرة الحوثي

 

ووجّه الجرادي رسالة خاصة لليمنيين في مناطق سيطرة الحوثيين، معبّرًا عن تفهّم الإصلاح لمعاناتهم اليومية تحت الجبايات والقمع والسجون والتعذيب، ومؤكدًا أن دماء اليمنيين تبذل لتحريرهم من سطوة الميليشيات، وأن الخلاص قريب بإذن الله.

 

 

علاقة الإصلاح بالسعودية

 

وحول علاقة الإصلاح بالمملكة العربية السعودية، أكد رئيس دائرة الإعلام والثقافة في التجمع اليمني للإصلاح علي الجرادي أن علاقة الحزب بالمملكة العربية السعودية قديمة ووثيقة، مشيرًا إلى أن الإصلاح نصّ منذ تأسيسه عام 1990 على دعم وتطوير العلاقة الاستراتيجية مع الرياض، في حين لعب رئيسه الراحل الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر دورًا بارزًا في التوصل إلى اتفاقية جدة عام 2000. وأضاف أن هذه العلاقة اليوم تمثل شراكة وتحالفًا يتطور باستمرار، بما يخدم المصالح المشتركة بين البلدين.

 

وأشار الجرادي إلى أن المملكة العربية السعودية مثّلت دومًا الأخ والسند لليمن في مختلف المنعطفات، مؤكدًا أنها اليوم تقود منظومة الأمن العربي في مرحلة شديدة الحرج، بما تمتلكه من ثقل سياسي واقتصادي وديني وحضور في المحافل الدولية.

 

 ولفت إلى دور السعودية في مواجهة الاختراقات الإيرانية بالمنطقة والتصدي للمشاريع العدوانية، فضلًا عن إسهاماتها الملموسة في إطار التحالف العربي دفاعًا عن اليمن.

 

التحالف العربي

 

وفي ختام حديثه، جدد الجرادي الشكر للتحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، إلى جانب الإمارات ومصر وبقية الدول العربية، مؤكدًا أن السعودية تمثل القاطرة المركزية لمنظومة الأمن العربي، مشددا على أهمية تعزيز العلاقات مع مصر والإمارات وسائر الدول العربية.

 

وأشار إلى أن الأحداث أثبتت أنه لا يمكن لأي دولة عربية أن تنجو منفردة من التحديات، داعيًا إلى وحدة الموقف العربي خلف قيادة المملكة، وبجانبها مصر والإمارات وبقية الدول.

 

وأكد أن الأمن القومي العربي بحاجة اليوم إلى تماسك رسمي وشعبي يواجه الأخطار الإقليمية ويحمي المجتمعات العربية من مشاريع التفتيت والتجزئة.


قراءة الخبر من موقع الصحوة نت
شبكة المسند اليمنية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى