
كتابات برّان | مأرب وانحيازها الثابت لمشروع الدولة الكاتب | أحمد صالح العطعطي …
مأرب وانحيازها الثابت لمشروع الدولة
الكاتب | أحمد صالح العطعطي
أحيانًا تتنبأ الغريزة البشرية بشيء لا يزال ضمن الغيب، فقد كان فرعون يعتقد أن زوال ملكه سيكون على يد بني إسرائيل، فاتخذ قرار منع التهديد قبل وجوده، وحصل ما قصه علينا القرآن من محاولة تجفيف نسل بني إسرائيل واضطهادهم، لكنه لم يستطع منع قدر الله.
نفس الشيء كان عند الحوثي تجاه مأرب، فمن أول يوم سيطر فيه على صنعاء وهو يشعر بأن زواله سيكون من مأرب، ولهذا ضمَّن موضوع مأرب في اتفاق السلم والشراكة الذي شرعن احتلاله لصنعاء، وكان الهدف أن يحشد الجميع في اتجاه مأرب ويضمن القضاء على التهديد المحتمل منها.
لكن كما فشل فرعون، فقد فشل الحوثي، وكانت مأرب مركز المقاومة الأول ضد الحوثي، ومركز الشرعية الأول، ومحافظة تجسد قيم وثقافة وسلوك الدولة، وهذا هو الأهم.
اليوم، مأرب الشرعية والدولة هي المهدد الأول والحقيقي للمشروع الحوثي الإيراني المجرم، وهي المحافظة الأولى في تجسيد معنى الدولة، بشهادة كل مؤسسات الشرعية، سواء مؤسسة الرئاسة أو الحكومة، وآخرها البيان الذي أصدرته المؤسسة التشريعية ممثلة في هيئة رئاسة مجلس النواب ورؤساء الكتل البرلمانية عقب تشكيل لجان نزول من المجلس إلى المحافظات والأقاليم لتقييم أداء أجهزة الدولة، وكانت مأرب هي الوحيدة التي تعاملت بمسؤولية مع لجنة المجلس، وجسدت سلوك وثقافة وممارسة الدولة.
وعلى أثر ذلك، أشاد بيان مجلس النواب بمأرب قائلًا: “بينما تواصل لجنة (مأرب – شبوة – أبين) أداء مهامها في مأرب على أكمل وجه، وستختتم عملها خلال الساعات القادمة، منوهين أنها لن تتمكن من أداء مهامها في المحافظات الأخرى. وحيا المجتمعون السلطة المحلية في مأرب على تعاونهم المطلق وتعاملهم الكريم، واحترامهم قيم الدولة والنظام والقانون، وإعلاء أحكام الدستور ودور المؤسسات.”
لقد أثبتت مأرب أنها تمثل الدولة سلوكًا وممارسة وواقعًا مشرفًا، وهي بهذا تجسد أمل اليمنيين جميعًا، ولا عبرة بالأصوات النشاز والمتضررين من أي بيئة صحية وصحيحة للدولة والنظام والقانون.
تكملة المقال عبر الرابط في أول تعليق👇
بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز





https://barran.press/articles/topic/10724