الصحافة اليمنية

كتابات برّان| المولد النبوي.. موسم حوثي للجباية والاستعراض الكاتب | مجاهد السلا…

كتابات برّان|
المولد النبوي.. موسم حوثي للجباية والاستعراض

الكاتب | مجاهد السلالي

لطالما مثّل المولد النبوي مناسبة دينية بسيطة في قرى اليمن ومدنه، يوماً مفعماً بالسكينة والروحانية، يجتمع فيه الناس في البيوت والمساجد لقراءة القرآن، يتبادلون الطعام والحلوى، وينشدون الأناشيد الصوفية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، ثم ينصرفون بقلوب خاشعة شاكرة لله أن بعث فيهم نبي الرحمة، ولم يكن المولد في يوم من الأيام أداة للاستعراض أو وسيلة للجباية أو ورقة سياسية لفرض الولاء وإخضاع الناس، بل ظل لعقود طويلة احتفالاً شعبياً ودينياً خفيف الظل، تحركه مشاعر المحبة العفوية لا الأوامر والتعليمات.

غير أنّ هذا المشهد تبدّل جذرياً بعد انقلاب جماعة الحوثي الكهنوتية الإرهابية على الدولة، وسيطرته على العاصمة صنعاء ، إذ أخذت الذكرى الهادئة طابعاً صاخباً تحكمه الحسابات السياسية والغايات السلطوية، فلم يعد المولد يوماً دينياً في جوهره، بل تحول إلى مناسبة موسمية تُدار بعقلية المهرجانات، تمتد التحضيرات لها لأسابيع، ينفق فيها المليارات ” التي يتم جبايتها من الناس بالقوة،” على الزينة والأضواء والخطب، لتغدو مناسبة تُستخدم لتثبيت صورة الجماعة كسلطة قائمة لا كحركة متمردة.

في المشهد الجديد، لم يعد حضور الناس في الساحات احتفالاً بالمولد النبوي تعبيراً عن محبة نبوية، بل إعلاناً ضمنياً بالولاء لزعيم جماعة الحوثي السُلالي، وأصبح تعليق الزينة الخضراء على أبواب المنازل وجدرانها والمحلات التجارية وحتى السيارات ووسائل النقل العامة، علامة ولاء اجبارية يُحاسب من لا يرفعها وليس أمراً طوعي كما يتم تصويره من قبل إعلام جماعة الحوثي.

هذه التحولات توضح لكل متأمل وبشكل كافي، كيف قامت الجماعة بتفريغ المولد من مضمونه الروحي وإعادة ملئه بمضامين سُلالية كهنوتية لتعزيز هيمنتهم على السلطة واحكام قبضتهم عليها وأخرى اقتصادية ضمنت لهم نهب الأموال العامة والخاصة تحت غطاء المولد النبوي لرفد خزانة الجماعة وزعيمها وقياداتها السُلالية، فالاحتفالات الضخمة لا تأتي بلا كلفة، إذ صارت الجماعة تنظر إلى المولد كأحد أهم مواسم الجباية، فالتجار وأصحاب الشركات ورجال الأعمال وحتى أصحاب المحلات الصغيرة، يُجبرون على دفع مبالغ باهظة تحت مسميات مختلفة؛ اما المدارس فتُحوَّل إلى صناديق تبرع قسري؛ يجبر فيها الطلاب على جمع التبرعات من أسرهم، كذلك هو حال الموظفون ، الذين يعانون من انقطاع رواتبهم أو ضيق ذات اليد، يتم إلزامهم بدفع مساهمات “رمزية” لا يستطيعون رفضها، وبهذا تحوّل حب النبي الذي كان في الأصل سنة ربانية طوعية وعاطفية وروحانية، إلى عبء مالي يُثقل كاهل اليمنيين، وأضحى المولد يوماً يترقبه الناس بقلق لا بفرح، لأنه يعني استدعاء موجة جديدة من الاستنزاف وفرض الجبايات.

تكملة المقال عبر الرابط في أول تعليق👇


بران برس
شبكة المسند اليمنية
المسند نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى